تباعد وجهات النظر واختلاف المراحل العمرية وتعنت أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر يتسبب دائما في صعوبة التفاهم بين المراهقة ووالديها،خاصة فيما يتعلق باحتياجاتها المادية والعاطفية. يسهم غياب التواصل بين المراهقة ووالديها-خاصة أمها- في توسيع الهوة التي تفصل الطرفين وصعوبة التواصل بينهما حتى في الأزمات وأوقات الحاجة. قد تتعرض المراهقة لمحنة على المستوى الدراسي أو الشخصي، والمذهل هو أنها قد تعجز عن إقناع والديها بضرورة التدخل لمساعدتها،ليس تخاذلا منهما، ولكن إقلالا لحجم المشكلة وتأثيرها على حياتها المستقبلية. قد تخشى المراهقة إثر ذلك البوح بأسرارها لوالديها، ما سيسفر عن غياب الشفافية والصراحة بين الطرفين، خاصة إذا ما كان الزجر والنهر هما وسيلة الوالدين للتعامل مع الأزمات.
تحتار المراهقة في كثير من الأحيان عند مفاتحة والديها في أمر يخص احتياجاتها المادية، وقد تلجأ للإلحاح والملاحقة والترجي والاستعانة بوسيط لمساعدتها في إقناع والديها بضرورة الحصول على الغرض الذي تريده، وكلها أمور تنال من كرامتها وتنقص من صورتها العامة، ويزداد الشعور بالإحراج كلما قوبلت طلباتها بالتجهم والاستهزاء. إذا كانت تلك المشكلة تصادفك وتعجزين عن إيجاد الحل المناسب لها فتأكدي أن أحد الحلول التالي ذكرها قد يريحك منها إذا ما استعنتِ به بعناية.
ادفعيهما لرؤية الأمور من منظورك الخاص
سبق وأن ذكرنا أن غياب التواصل واختفاء الحوار بينك وبين والديك سيسفر لا محالة عن أزمة في التفاهم والوصول لحلول ترضي كليكما. اقنعيهما بضرورة حصولك على الغرض الذي تريدين من خلال إبراز مميزاته وإسهامه في التخفيف من بعض مشكلاتك والحد من معاناتك. أبرزي نضجك وحسن اختياراتك وترشيدك في الإنفاق كي يزداد اقتناعهما بقدرتك على إنفاق المال على ما يفيد، وتأكدي حينها أن نصف مشكلتك قد زال.
أكدي لهما أن ما تحتاجين إليه لا غنى عنه في الوقت الراهن
إذا ما رفض والداك الدردشة عبر مواقع التواصل بحجة خوفهما عليك من التعرض للمتنمرين أو الانشغال بها عن الدراسة أو الدخول في علاقات عاطفية تنال من تركيزك، فاحرصي على الإشارة إلى أن الدردشة عبر الإنترنت صارت جزءا لا يتجزأ من النشاط اليومي للمراهقة وأنه الوسيلة المثلى للتواصل مع جميع صديقات الدراسة وزميلاتك في الأنشطة المختلفة، ولو كانت حجتك ترشيد استخدام الهاتف!.حاولي إقناعهما بإنشاء حساب لكل منهما على فيسبوك يتواصلان من خلاله مع الأصدقاء والأهل وأضيفيهما إلى حسابك الشخصي كي يطمئنا إلى نوعية أصدقائك ومعارفك وكي تسمحي لهما بالتدخل إذا ما لاحظ أحدهما عليك سلوكا غير محبب.
طالبيهما بما يتمتعان به من حقوق
قد يضن عليك أحد والديك بحق يتمتع به هو ويرى أن في حصولك عليه ضرر عليك، فمثلا قد تكون والدتك من مستخدمي مساحيق التجميل وتعارض استخدامك لها. قد تتحجج والدتك بصغر سنك أو بتأثير المواد المستخدمة في تصنيع المساحيق على بشرتك، وهنا يجدر بك التأكيد على أنك لن تفرطي في استخدامها. أما إذا كانت أمك متحفظة على استخدامها بوجه عام وممتنعة عن ذلك فهنا تجدر بك الإشارة إلى أنه من حقك اختيار مظهرك الشخصي،كما لأمك حق في ذلك.
تمسكي بحقك في الخروج مع الصديقات وقضاء الوقت خارج المنزل
لا تتنازلي عن حقك في التنزه مع الصديقات والذهاب إلى حمام السباحة وقضاء الوقت خارج المنزل في فترات العطلات. طمأني والديك إلى أن وسائل الاتصال المتوافرة في وقتنا الراهن ستسهل عليك عملية التواصل معهما وستتيح لك الاستنجاد بهما في حال وقوع مشكلة.
اقنعيهما بإمكانية مشاركتهما إياك نشاطاتك
حاولي إقناعهما بإمكانية اشتراكهما معك في القيام بالأنشطة التي تلقى نفورهما. اعرضي على أحدهما مصاحبتك في رحلاتك مع صديقاتك أو في حفلاتكن كي يطلع بنفسه على طريقة قضاء الوقت و يطمئن إلى حسن تصرفك.